لا يفاجئنا أبداً هذا الحس القومي العربي المتأصل والمتوارث في نفوس معظم النساء السوريات كما هو الحال لدى الكثيرات من النساء العربيات , لكن المفاجئ حقيقةً والمفجع ذلك الاستخفاف بقدر ودور المرأة العربية تجاه واقعها وقضاياها, والسطحية المفرطة التي يحاول الكثيرون إبرازها وتصويرها على أنها واقع وشخصية المرأة العربية عموماً والسورية خصوصاً , من خلال التركيز على اهتمامات بعضهن ورصد تصرفاتهن على أنها جلَ اهتمام السوريات والأمر الذي يستهلك كل وقتهن وحياتهن , علماً أن أولئك النسوة لا يمثلن إلا أنفسهن وبنسبة قليلة من المجتمع.
زواج ميمون :
فاطمة فتاة سورية مقيمة في عمّان تعمل مدرّسة , أعطت درساً عملياً خارج المنهاج - لعله من أجمل ما يمكن تدريسه للفتيات والأمهات - بأن أهدت إلى غزة المحاصرة نصف مهرها .
بوركت يا فاطمة وهنيئاً لك أيها العريس بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينك وبين زوجك على خير إن شاء الله , نِعم الزوجة ونِعم الأم ونِعم المربية.
المرأة كنز الأمة :
طبعاً فاطمة واحدة من كثيرات يؤرقهن ما يحدث في أطراف هذا الجسد الممتد من المحيط إلى الخليج ويداوينَ فيه الجراح , فهل يُخشى على أمةٍ هؤلاء نساؤها ؟
- قطعاً لا .
ولاشك أن المواقف المشرِّفة والتضحيات وكل ما هو مشرق , ما كان ليصار إلى تحقيقه لولا نساء قديرات أسسنَ له ووقفن خلفه ودعمنه , فبوركت كل أم وكل زوجة وكل أخت وكل إبنة صنعن مجداً لهذه الأمة .
لاشك بأن الغد يزهر أكثر ويحمل لنا خيراً أعم مادمنا نرعى حق هذه الجوهرة ونصونها , فكما أن المرأة كنز الرجل هي كنز لكلِ الأمة , فحريٌ بنا أن نحسن لبناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا وأن نؤدي فيهن حق الله علينا